Témoignage de Mme TAROUS enseignante d’Arabe

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين  

                 الموضوع:   رسالة شكر وامتنان ، مع التعقيب على الجحود والنكران

                                لما تفضل به بعض الأمهات الآباء من شهادات وآراء

                               وقد سبقني في ذلك بعض الزملاء من مدارس رياض الأوفياء

                              حول « التدريس عن بعد » الذي فرضه هذا البلاء بظهور هذا الوباء

  أما بعد

         فالحمد لله أهل الحمد والثناء، المنفرد برداء الكبرياء، المتوحد بصفات المجد والعلاء

         المؤيد صفوة الاولياء، بقوة الصبر على السراء والضراء، والشكر على النعم والبلاء

        والصلاة على محمد سيد الأنبياء، وعلى أصحابه سادة الأصفياء وعلى آله قادة الأتقياء

        صلاة محروسة بالدوام على الفناء، ومصونة بالتعاقب عن الانقضاء

       احتراماتي لكل آباء وأولياء تلاميذنا الأعزاء، احتراماتي لكل نساء ورجال التعليم الذين يُحْتَفَى بهم في كل سنة مرة يوم 5 أكتوبر تخليدا لليوم العالمي للمدرس، واخص بالذكر أساتذة واطر مدارس رياض الذين أبانوا عن شغفهم بمهنة التدريس وعن قدراتهم في التلقين عن بعد رغم الظروف الصعبة التي يعيشها العالم بِرُمَّتِهِ   خلال هذا الوضع الراهن . والتي تستوجب ان يحتفى بهم مرتين أو ثلاث خلال السنة – بدل مرة واحدة – ابتداء من تفشي هذا الوباء ، الذي انطلقت معه  عملية التدريس عن بعد ، ابتداء من شهر مارس

            ومع هذا الوضع الجديد وما اَفْرَزَهُ وباء كورونا المستجد من ظروف صعبة، جعلت الأطر التربوية الوزارية وغير الوزارية ، تكون في قمة المسؤولية والواجب الوطني من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات على عدة مستويات حرصا منهم على الاستمرارية البيداغوجية والتربوية ، وتمكين التلاميذ من التمدرس عن بعد لإتمام المقررات في جميع المستويات . حيث أَبَانَ نساء ورجال التعليم عموما، وأساتذة مدارس رياض خصوصا عن كفاءة عالية في تدبير الوضعية بالرغم من الصعوبات الموضوعية والاجتماعية ، مجتهدين ومبدعين لإتمام هذه المسؤولية الملقاة على عاتقهم ، حريصين كل الحرص على مصلحة تلاميذهم الأعزاء ، وحسب ثقافة مدارس رياض : « مصلحة التلميذ فوق كل اعتبار ».

       وكما اَفْرَزَ الوقت الراهن إبداعات أساتذتنا الفضلاء ، الذين لم يدخروا جهدا لإيصال تلاميذنا إلى المستوى الذين يليق بمدارس رياض والمعهود عند االكل وبشهادات الجميع، أَفْرَزَ أيضا صنفين من الآباء وأولياء الأمور:

    – الصنف الأول ( ويشكل الأغلبية الساحقة) : شاكر لأساتذة رياض ، مقدر لمجهوداتهم، معترف بجميلهم ، مُثْنٍ على  إبداعاتهم التي لمَسوها في مستوى أبنائهم التي أسفرت عنها نتائجهم الجيدة والمثلجة للصدور، لهم كآباء ولنا نحن  كطاقم إداري وتربوي لمدارس رياض .

     ◄◄ فهؤلاء الذين شهدوا فينا شهادة حق وصدق، اعترافا منهم بدور الأستاذ ومجهوده الذي يَنِمُّ عن العطاء، أقول لهم: شكرا لكم أنتم كذلك على ثقتكم فينا، وإخلاصكم لنا،  ودعمكم لجهودنا، وما اختياركم لمدارس رياض إلا اعترافا منكم بأطرها التربوية والإدارية، وتقديرا لعطائها رغم الظروف الصعبة.

    – الصنف الآخر من الآباء ، (ويشكل قلة تمثل حبة رمل في صحراء واسعة) : جاحد للمعروف ، منكر للجميل،  ناقم على الوضع ، مشكك في القدرات وغير معترف بالجهود المبذولة خلال هذه الوضعية الراهنة .

   ◄◄  فهؤلاء أقول لهم :  كيف قَيَّمتم عملنا عن بعد؟ وماهي المعايير التي استندتم عليها لتعطوا هذا التقييم؟ فهل شهاداتكم المعزولة والقليلة كافية للحكم عن فشل تجربتنا؟ لماذا لم تتصلوا بكل مُنْتَمٍ لأسرة التعليم الذي يعتبر تجربته ناجحة ليشرحوا لكم العملية حتى تبدو جلية؟ ولماذا اعتماد أسلوب التشكيك في مجهود وطني كبير يقوم به نساء ورجال التعليم في المغرب عامة، وفي مدارس رياض خاصة ؟

فإذا كنتم غير قادرين على العطاء، فاتركوا غيركم يبدع إخلاصا لمهنته ، وتجسيدا لروح وطنيته.

وأختم في الرد على تلك الأقلية التي تشكك في قدرات الأساتذة ، وتتهجم عليهم تهجما مجانيا هروبا من سلوكات واغراض مُضْمَرَة، ببعض الحكم و الأبيات الشعرية التي تصف عقلية هؤلاء

أَتانا أَنَّ سَهْلاً ذَمَّ جَهْلاَ      ≠≠≠≠≠     عُلُوماً لَيْسَ يَعْرِفُهُنَّ سَهْلُ

عُلُوماً لَوْ دَرَاهَا مَا قَلاَهَا     ≠≠≠≠≠    وَلكِنَّ الرِّضَى بِالجَهْلِ سَهْلُ

وكمن عائب قولا صحيحا وآفته من الفهم السقيم

فليس يصح في الأفهام شيء   ≠≠≠≠≠    إذا احتاج النهار إلى دليل

متى يبلغ البنيان يوما تمامه   ≠≠≠≠≠    إذا كنت تبنيه وغيرك يَهْدِمُ

رجل يدري ويدري انه يدري        ≠≠≠≠≠        فذلك عالم فاعرفوه

ورجل يدري ولا يدري انه يدري       ≠≠≠≠≠      فذلك غافل فأيقظوه

ورجل لا يدري ويدري انه لا يدري     ≠≠≠≠≠      فذلك جاهل فعلموه

ورجل لا يدري ولا يدري انه لا يدري     ≠≠≠≠≠    فذلك أحمق فاجتنبوه

        وختاما لرسالتي هاته، اود أن أجدد شكري لكل الآباء واولياء أمور تلاميذنا الأعزاء ، زميلاتي  وزملائي الأساتذة الاوفياء ، مُنَوِّهَة بمجهوداتهم القيمة الملموسة التي لا يقدرها الا من كان منتميا لأسرة التعليم ،     وأخص بالذكر هنا جميع نساء ورجال التعليم بمدارس رياض ، وأقول لهم : طبتم و طاب ممشاكم وتَبَوَّأْتُمْ من الجنة  منزلا ، فأنتم سفراء عظماء ، ولا يضركم كيد الكائدين ، فلكل وِجْهَةٌ هو مُوَلِّيها وَ مُوَلَّاهَا والله وَلِيُّ كل نفس ومَوْلَاهَا .

                                                                    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته   

                                                            أستاذة من أساتذة مدارس رياض وأفتخر بذلك

                                                                               رشيدة طاروس.