رسالة إلى آباء وأولياء التلاميذ


العالم بأسره، بخيله وخيلائه، بعدته وعتاده ينحني اليوم أمام فيروس قاتل حول حياته إلى
جحيم حقيقي، ساوى بين دوله، لا فرق بين غني أو فقير، الكل خلف جدران بيته لعلها تكون
حصنه المنيع، تقيه زيارة غير مرغوب فيها
وفي ظل الحجر الصحي، كيف نجعل حياتن ا الدراسية صحية لها من المناعة ما يجعلها
تصمد أمام أي طارئ؟ إذا سلمنا وكنا نؤمن أن الأستاذ كاد أن يكون رسولا، وأن ما أشرقت
في الكون أي حضارة إلا وكانت من ضياء أستاذ، فيقينا سوف نجزم أن هذا الأستاذ يملك
من الرحمة والعطاء ما يجعله يتجاوز هاته المحنة ويحولها إلى منحة
تعودنا كأساتذة وأطر إدارية بمدارس رياض اختيار الكلمات والعبارات والبحث والتجديد
من أجل الرقي بمستوى أبنائكم … لكن فوجئنا اليوم بوضعكم حاجزا بيننا وبينكم، بتبخيسكم
عملنا عوض الامتنان والتشجيع، لذا نشجب نحن – أساتذة مدارس رياض بالسلكين
الإعدادي والثانوي – بكل قوة وبجميع عبارات الاستنكار هذا التصرف اللامسؤول، والذي
نراه مسا بكرامتنا، وإجحافا في حقنا، وتبخيسا لجهودنا التربوية ، نحن الذين لم نتوان ولو
للحظة عن بذل أي مجهود يعود بالنفع على تلامذتنا ويخدم مصلحتهم. وعليه، نعلن للجميع
اصطفافنا الكامل إلى جانب إدارتنا الحكيمة، ونعتبر المساس بها، مساسا بنا نحن، لأننا جسد
واحد في أسرة رياض، كما أننا نعتز ونفتخر بالانتماء إليها
وبخصوص المغالطات التي تضمنها بيان هؤلاء الآباء، نود توضيح ما يلي

إن عملية التعليم عن بعد لم تفرضها مدارس رياض ولا غيرها من المدارس ، بل هو
قرار وزاري صدر عن وزارة التربية الوطنية، وعلى لسان وزيرها السيد سعيد أمزازي
وقد تبنته معظم دول العالم. ومدارس رياض تجندت بجميع طواقمها للقيام بهذه المهمة التي
أنيطت بها على أحسن وجه

أما فيما يخص الوسائل الإلكترونية التي قيل إنها تقليدية، فهي نفسها التي تبنتها جميع
المدارس العمومية منها والخاصة، والتي أقرتها أيضا وزارة التربية الوطنية، وتركت حرية
الاختيار للأساتذة كل حسب ظروفه مثل: زوم، تيمز، الواتساب، المنصة المسطحة

وبخصوص الادعاء أن مدارس رياض فشلت في تدبير عملية التعليم عن بعد، فإنه فقط
محض افتراء، ودون أن نزكي أنفسنا على أحد، فقد نجحنا إلى حد كبير في هاته التجربة
التي خضناها، وخير دليل على قولنا شهادات عدد كبير من الآباء ناهيك عن التلاميذ
أنفسهم، الذين أقروا بذل ك وثمنوا مجهودات الأساتذة الذين يتواصلون مع تلامذتهم خارج
الحصص الرسمية، بل في أحايين كثيرة تكون في أوقات متأخرة من الليل

أما التقليص من عدد الحصص الرسمية لبعض المستويات، فناتج عن قرار وزاري الذي
جعل عدد الساعات في اليوم لا يتعدى الأربع ساعات تخفيفا على التلاميذ بسبب ظروف
الحجر، بل إن مدارس رياض قد ضاعفت – كما هي عادتها – من الحصص التعليمية
للسنوات الإشهادي ة رغبة منها في دعم تلامذتها

أما بخصوص تبخيس جهود وتضحيات السادة الأساتذة، فجوابنا أنه قد خاب ظننا فيكم
وليكن في علمكم أنه منذ سنة 2006 وقبل أن تخطو مدارس رياض أولى خطواتها، وضعنا
خارطة طريق، كان شعارها ومازال: الإخلاص في العمل، تحقيق التفوق، و تحمل الأمانة
وأساتذتنا الأكفاء قاموا بواجباتهم، ومازالوا مستمرين فيها إلى آخر دقيقة. وليكن في علم
الجميع أن الدروس ستستمر إلى غاية نهاية شهر يونيو عبر التعليم المفتوح لفائدة المستويين
الأولى والثانية باكالوريا وعيا بأهمية وحساسية المستويين، ويستأنف العمل بالشكل العادي
بالنسبة للأولى باكالوريا ابتداء من 24 غشت إلى حين موعد الامتحان الوطني. كما أن
شهر شتنبر سيخصص للاستدراك والدع م التربوي الحضوري لباقي المستويات كما جاء
على لسان السيد الوزير، وذلك لتمكين التلاميذ من متابعة دروسهم في أحسن الظروف
خطابنا لكم أيها الآباء، أمامكم تحد كبير وهو زرع الطمأنينة وبثها في نفوس أبنائكم،
ولنجعل من المكوث الاضطراري محطة لتزييت ما صدئ، ولترميم العلاقات بالإشراك
والتشارك في تقسيم الوظائ ف، هو أمر مهم في سيرورة التعليم. هي فرصة إذن لإعادة
ترتيب الأولويات، وتصحيح المنطلقات. لا مزيد من التوتر والمشاحنات، فما ينتظرنا أجل
ولنا في الله أمل أن القادم أفضل وأجمل
وفي الختام نشيد بإدارة المؤسسة التي لم تخل بالتزاماتها المادية -في هذا الظرف الحساس –
اتجاه كل العاملين لديها بدون استثناء


والله ولي التوفيق
أستاذات وأساتذة مدارس ريا ض